تحتاج المدن الجديدة إلى معاهد لغات أزهرية، فلا يعقل أن تظل الكتلة الصلبة من معاهد الأزهر في الريف، والمناطق الشعبية، يلتحق بها ويتخرج منها أبناء البسطاء، وتترك المدن الجديدة وساكنيها نهبا للمدارس الخاصة، أو اللغات الدولية، مع ما تحمله تلك المناهج من تشويه للشخصية على المدى البعيد؛ جراء زرع ثقافة مغايرة، وأفكار أقرب للمجتمعات الغربية.
لا أبالغ إن قلت أنه يجب الحرص على انشاء معاهد أزهرية على غرار المدارس الدولية في مصر؛ فهوية الوطن والمواطن تتقاذفها الرياح؛ ولعل الهجمة الشرسة على منطقتنا خير باعث على تكثيف نشر مثل تلك المعاهد.
نعول كثيرا على حكمة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، متعه الله بوافر الصحة والعمر المديد، وسدد خطاه، في أن يتبنى الفكرة، ليكون في كل مدينة جديدة تابعة لهئية المجتمعات العمرانية عدة معاهد أزهرية، على أعلى مستوى، يلتحق بها أبناء الطبقة المتوسطة؛ وأن يكون مدرسو تلك المعاهد، من خريجي الجامعات الخاصة، والمدارس الدولية، ممن يخضعون لاختبارات تظهر مدى ثقافتهم، وتمسكهم بتعاليم وتقاليد الدين الحنيف.
أدرك أن هيئة المجتمعات العمرانية نفضت يدها من دعم مثل تلك المعاهد؛ سواء بتخصيص أراض مجانية للبناء عليها، أو القيام بانشاء مثل تلك المعاهد من ميزانتيها؛ او من ميزانية هيئة الأبنية التعليمية، التي لم تقم معهدا واحدا في تاريخها رغم أنه بناء تعليمي.
لذلك نأمل خيرا في قيام فضيلة الإمام - وهو ممن لا ينكر فضله – بإصدار قراره، بالعمل على انشاء ولو معهد أزهري للغات في كل مدينة سكنية جديدة، حتى ولو بشراء الأرض وفتح باب التبرع لاستكمال الانشاءات؛ وأجزم أن العديد من سكان تلك المدن سيحمدون للشيخ صنيعه، وسيكون ذلك في ميزان حسناته أمام الله .
سنكون لفضله شاكرين وذاكرين، إن عمل فضيلته على جذب عشرات الآلاف من أبنائنا نحو الدين عن طريق العلم والتعليم، ونأمل أن تكون بها مناهج عصرية حديثة، تتبع السبل العلمية في التدريس والشرح؛ ليكون بين أيدينا ومن أبنائنا من يحمل الراية بعلم وفهم ومحبة صافية.